في أول رد جزائري على الغارات الجوية المغربية الأخيرة التي استهدفت منشآت البوليساريو في الأراضي الواقعة شرق الجدار الرملي، قال مبعوثها الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، في كلمة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن المملكة المغربية "تنتهك يوميا الاتفاقات العسكرية التي وقعها طرفي النزاع والتي يؤيدها مجلس الامن".
وعلى عكس البوليساريو، يؤكد المغرب تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار الموقع، سنة 1991 بإشراف أممي.
وكان الملك محمد السادس قد قال للأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس بعد التدخل المغربي لتأمين معبر الكركرات في نونبر من سنة 2020، إن المغرب متشبث "بوقف إطلاق النار في المنطقة العازلة بالصحراء"، مشيرا إلى أن "المملكة تظل عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها".
واتهم بلاني المغرب بالقيام بـ"اعمال حربية شرق الجدار الرملي" و "بعمليات قتل خارجة عن القانون تستهدف المدنيين باستعمال اسلحة متطورة خارج حدودها المعترف بها دوليا". وتابع أن هذه الأعمال تغذي "تصعيد التوتر في المنطقة بطريقة خطيرة".
ويمثل هذا الخروج قطيعة مع السياسة التي تتبعها الجزائر منذ 13 نونبر 2020، موعد إعلان البوليساريو انسحابها من وقف إطلاق النار، ردا على تدخل القوات المسلحة المغربية في الكركرات. ولم يسبق للجزائر أن تطرقت في السابق للعمليات العسكرية المغربية ضد ميليشيات البوليساريو.
وبالمقابل لم تعلق جبهة البوليساريو على الضربات العسكرية المغربية الأخيرة. واكتفت مواقعها بالترويج لخبر استهداف مدنيين صحراويين.
يذكر أنه في 26 يناير، قصفت طائرات ميراج، و F-16 مواقع البوليساريو في تيفاريتي وبير لحلو وأمهيريز. وفي اليوم التالي، استهدفت طائرة مغربية بدون طيار مركبة تابعة للبوليساريو صالحة لجميع التضاريس بعدما اقتربت من الجدار الأمني.