القائمة

أخبار

قضية الصحراء: هل يقف المغرب وراء تقديم هورست كوهلر لاستقالته؟

بعد عشرين شهرا من توليه منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، قدم الألماني هورست كوهلر استقالته من منصبه. فهل تعود هذه الاستقالة إلى أسباب صحية كما ذكر بيان الأمم المتحدة، أم إلى الضغوط التي مارسها المغرب.

نشر
هورست كوهلر خلال لقائه بالملك محمد السادس / أرشيف
مدة القراءة: 3'

أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، قدم استقالته من منصبه لدواع صحية.

وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، في بيان، أن "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقى اليوم بالسيد كوهلر الذي أبلغه بقرار الاستقالة لدواع صحية".

وأضاف أن غوتيريش أعرب عن "أسفه البالغ لهذه الاستقالة لكنه قال إنه يتفهمها تماما"، معربا عن "أطيب متمنياته للمبعوث الشخصي".

كما عبر عن "امتنانه العميق للسيد كوهلر لجهوده المستمرة والمكثفة التي أرست أسس الزخم الجديد في العملية السياسية حول قضية الصحراء".

وقال المصدر ذاته إن الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن "امتنانه"، أيضا، للأطراف على "انخراطها" إلى جانب كوهلر في العملية السياسية.

وجاءت استقالة كوهلر بعدما قضى 20 شهرا فقط في منصبه، وهي فترة قصيرة مقارنة بمن سبقوه في لعب دور الوساطة بين أطراف النزاع.

وقال مصدر مطلع على الملف لموقع يابلادي، إن هذه الاستقالة كانت نتيجة "الضغوط التي يقوم بها المغرب"، مشيرا إلى أن المملكة "عارضت دائما رغبة كوهلر الواضحة في إشراك الاتحاد الإفريقي في تسوية النزاع الإقليمي. وعبر المغرب عن موقفه منذ الأشهر الأولى لتعيين كوهلر في منصبه".

ولم يستبعد المصدر ذاته أن تكون لهذه الاستقالة علاقة بالزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أن "المغرب بدأ منذ عدة أشهر حملة دبلوماسية في البلدان الصديقة والدول الأخرى التي لها تأثير في ملف الصحراء، من أجل "اطلاعهم على الأخطاء التي ارتكبها الوسيط الألماني". وتابع أنه إضافة إلى ذلك فإنه إذا "استمر كوهلر في منصبه، فإن المغرب كان سيغلق باب المفاوضات" مع جبهة البوليساريو.

وعلى الرغم من خلافاته مع كوهلر، عبر المغرب في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي عن "أسفه" لاستقالته، ونوه بالجهود التي بدلها منذ تعيينه في غشت 2017، مشيدا "بالثبات والاستعداد والمهنية" التي تحلى بها في تأديته لمهامه.

وبعد قرار كوهلر ستبدأ معركة دبلوماسية جديدة من أجل اختيار مبعوث شخصي جديد للنزاع في الصحراء الغربية، وسيكون على المغرب تسخير كل السبل الممكنة من أجل الضغط في اتجاه تعيين شخص غير معاد لمصالحه.

يذكر أن استقالة كوهلر لا تعد الأولى من نوعها، فقد سبقه إلى ذلك كل من الأمريكي جيمس بيكر الذي استقال من منصبه سنة 2004، والهولندي بيتر فان فالسوم الذي استقال سنة 2008، والأمريكي كريستوفر روس الذي قدم استقالته إلى الأمين العام الأممي في مارس 2017.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال