القائمة

أرشيف  

الرواية الأخرى مع المحجوب السالك #5: هكذا فرضت جبهة البوليساريو نظاما ستالينيا داخل مخيمات تندوف

بعد أن تحدث المحجوب السالك أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، وزعيم تيار "خط الشهيد" المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، في الجزء الرابع من الحوار المصور الذي أجراه معه موقع يابلادي، عن تأثير المسيرة الخضراء على الجبهة الانفصالية، يتحدث في الجزء الخامس عن انتهاكات حقوق الإنسان في تندوف، وعن فرض الجبهة نظاما ستالينيا على سكان المخيمات.

نشر
المحجوب السالك زعيم تيار خط الشهيد المعارض لقيادة البوليساريو/ تصوير المهدي مساهم، يابلادي
مدة القراءة: 4'

قال المحجوب السالك وزعيم تيار "خط الشهيد" المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، في الجزء الرابع من حواره موقع يابلادي، إنه "بعد استشهاد الوالي كنا نحضر للمؤتمر الثالث، وأكدت لبعض أعضاء اللجنة التنفيذية، أنه من الضروري أن نناقش في المؤتمر لماذا استشهد الوالي ومن المسؤول عن ذلك. لأني كنت أعتبر أن جزء من القيادة مسؤول عن استشهاده، لأنه كلف أحد أعضاء القيادة بأن يقود العملية نحو نواكشوط ولكنه لم يتحمل الصدمة وسقط مريضا ولم نره إلا بعد أن انتهت العملية".

وتابع أنه "نتيجة ذلك تم اعتقالي وبقيت خارج المخميات إلى أن عقد المؤتمر وانتخب محمد عبد العزيز أمينا عاما، وبعد ذلك جاء إلى السجن يعتذر مني وأطلق سراحي".

ويضيف السالك أنه توجه بعد ذلك للتدريب العسكري، و"هناك وقعت أحداث أخرى على أساس قبلي، وتم عزلي وفي الأخير، أرجعوني إلى إذاعة "الصحراء الحرة" في الجزائر لكي أتولى مسؤولية الدعاية في البوليساريو".

وعن علاقته بمحمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو الراحل، أكد أنه يعرفه شخصيا قبل تأسيس جبهة البوليساريو، وأن علاقته به كانت "علاقة مناضل لمناضل، لكن مالم يكن يعجبني هو أنه شكاك فوق اللازم، وقَبَلِي فوق اللازم".

وبخصوص الوضع داخل المخيمات أكد السالك أن قادة الجبهة، اهتموا بالجانب الأمني، مضيفا أن "الخطأ الفادح هو أن الجزائر كونت لنا جهاز مخابرات بنفس العقلية التي يوجد عليها جهاز المخابرات الجزائري، الذي يعتمد على ما يعرف بالطاولتين، طاولة للتعذيب وطاولة لكتابة التقارير، إما أن تقول ما تريده المخابرات فتتحول إلى طاولة تقارير، وإما ترفض فتتحول إلى طاولة تعذيب".

وزاد قائلا "عين على رأس مخابرات البوليساريو إنسان جاهل، تم طرده من السنة الثالثة إعدادي من طانطان لأنه لم يستطع الوصول إلى الثانوية. وتحول الأمن في المخيمات إلى وسيلة قمع وإرهاب من أجل فرض السيطرة".

وبحسبه فإن "الوالي رحمة الله عليه، كان محترما بأفكاره بعقليته بمثاليته وتواضعه، لكن القيادة التي خلفته كانت تفرض على الناس احترامها بالقمع والإرهاب".

وأوضح أن "الجواسيس كانوا منتشرين في كل مكان، وكان يطلق عليهم اسم "الحنوشة". حولوا الجبهة إلى نظام ستاليني من القمع والإرهاب، وأصبحت تشك في أخوك وزوجتك وأختك. أنا كنت ساعتها أعيش في الجزائر، ولما عدت إلى المخيمات في 1980، قالوا لي إن صديقا لي كان يدعى عبد الله مسعود، تم اعتقاله، وذهبت إلى مدير الأمن سيدي أحمد البطل، وقلت له أريد أن أعرف لماذا اعتقال مسعود، انتفض غاضبا وقال لي هذا لا يعنيك".

وعن عدم مغادرة الناس للمخيمات رغم هذا الوضع قال "كيف تغادر المخيمات، التي كانت مغلقة لا خارج ولا داخل، وليس هناك من خبر إلا ما تريده قيادة لبوليساريو".

وواصل أن "الناس كان يعتقدون أن المختطفين فعلا أخطأوا ولم تنكشف الأمور إلا بعد وقف إطلاق النار، بعدما فرضت الأمم المتحدة على البوليساريو إطلاق سراح السجناء، وآنذاك صدم الجميع بما رأوه من آثار للتعذيب على المعتقلين. كيف يمكن لثورة تتكلم عن تقرير المصير والكرامة والحرية أن تعذب أبناءها بهذه الطريقة الوحشية". 

آنذاك يضيف السالك "بدأ ما يعرف بفقدان الثقة بين القيادة والقاعدة، والثقة كالزجاج إذا انكسرت لا تجبر، وإشكال انعدام الثقة لا زالت البوليساريو تدفع ثمنه حتى الآن".

وأثناء حديثه عن سجنه للمرة الثانية بداية الثمانينات قال إن "السجن الثاني كان رهيبا، قرأت عن السجون كثيرا في نظام الفصل العنصري، وفي إٍسرائيل، وحتى في المغرب، لكن ما وجدته لا يستطيع أحد تخيله لأنه كان شيئا رهيبا، كان قبرا تحت الأرض، من القبر للتعذيب ومن التعذيب للقبر. يتم تعذيبك حتى تقترب من الموت، وبعد ذلك يتم علاجك، ثم يرجعونك للتعذيب، وهناك من فقد عقله وهناك من مات، وشاءت الأقدار أن عمري ليس بيدهم، وخرجت سالما لأكون شاهدا على تلك الفضائح وهو ما دونته في كتابي تحت عنوان سنوات السجن الرهيب".

وزاد قائلا "قلت لهم في إحدى المرات لما كنا نناقش حقوق الإنسان في المخيمات جزى الله الجزائر عنا خير الجزاء فقد كانوا أسخياء معنا في كل شيء حتى في أحدث وسائل التعذيب التي ورثوها عن الاستعمار الفرنسي".

وأضاف السالك قائلا "بقيت في السجن تسع سنوات ونصف وأبنائي لا يعرفون أين أوجد، وفي نفس الوقت الذي كنت فيه مسجونا عند البوليساريو أتعذب كان والدي وإخوتي الثلاثة مسجونين في قلعة مكونة بالمغرب، بسببي لأنني أنا كنت هو مذيع البوليساريو، ولما شاءت الأقدار والتقيت مع والدي وإخوتي بعد ذلك، وحكوا لي عن سجنهم، تأكدت أن سجن الرشيد لدى البوليساريو يعد بمثابة الجحيم مقارنة بسجن قلعة مكونة وتازمامارت".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال