القائمة
تسجيل الدخول عالم المرأة رمضان راديو منتديات أخبار
مدارس السياسة
18 March 2015 09:38
التربية السياسية :
التربية السياسية نوعان :
- تربية سياسية دينية
- وتربية سياسية مصلحية
الأولى تربية قائمة على الرحمة والعدل , والمساوات , وإقامة شرع الله
تعالى ,ومن صفات أالمسؤول أ ن يكون أمينا, يجا د ل الناس بالتي هي
أحسن وأنفع , قا ل الله تعالى :" وجادلهم بالتي هي أحسن ". وقال
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :" يا عائشة : « ما كان الرفق في شيء
إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه». وقال الله تعالى :" وما
أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
" ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل عُتل جَوّاظ مستكبر". وقال وَكِيع رحمه الله
تعالى: "كل جَوَّاظ جعظري مستكبر.فالمسلم مقتد برسوله الكريم , عليه
السلام , لهذا عليه أن يكون رحيما برعيته , الصغيرة والكبيرة , كانت
أسرة أو دولة أوأمة....وقد دعا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم , على
من لم يرفق برعيته , ليبين خطرالمهمة , وجسامة الولاية , التي أخبر
بأنها خزي وندامة يوم القيامة , إذا لم يرع الحاكم حقوقها , قال صلى
الله تعالى عليه وسلم :" اللهم من ولي من أمرأ متي شيئًا فرفق بهم
فارفق به ، ومن شق عليهم فشق عليه". وكما يربينا الدين على الرفق
والرحمة , يربينا على العدل والمساوات , قال الله تعالى :" فأصلحوا
بينهما بالعدل , وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ". وأخبر تعالى بحال
الظالم يوم القيامة فقال عزوجل :"ويوم يعض الظالم على يديه يقول:
ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا".وقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :
"الظلم ظلمات يوم القيامة". وهو ليس قاصرا على الحاكم , وإنما يشمل
المحكومين كذلك , فعن أم سلمة رضي الله تعالى عنهاقالت: " جاء رجلان
من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مواريث بينهما
قد د رست , ليس بينهما بينة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تختصمون
إلي , وإنما أنا بشر, ولعل بعضكم ألحن بحجته , أو قد قال لحجته من بعض , فإنى أقضى بينكم
على نحو ما أسمع , فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه , فإنما
أقطع له قطعة من النار, يأتى بها أسطاما فى عنقه يوم القيامة . فبكى
الرجلان , وقال كل واحد منهما: حقى لأخى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما
إذ قلتما , فاذهبا , فاقتسما , ثم توخيا الحق , ثم استهما , ثم ليحلل كل واحد
منكما صاحبه ". وفي نموذج المساواة في الحكم جاء فعل وقول الرسول
صلى الله تعالى عليه وسلم , :" فعن عائشة رضي الله تعالى عنها:" أن
قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التى سرقت , فقالوا: من يكلم فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع
فى حد من حدود الله ؟ ! ثم قام فاختطب , فقال: أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه , وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد , وايم الله لو
أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ". ولا بد من المساواة في توزيع
الثروة , وطريقة توظيف الناس , حتى لا يستفيد الشخص لقرابة أو مقابل ,
وحتى لا يبقى الموظف الشبح , بهذا بنيت الشعوب القوية , وقد منع
رسول الله صلى الله تعالى من الولاية من طلبها , لأن الاستحقاق شرط ,
والناس أدرى بالمستحق .. فمراعاة شرع الله تعالى مطلوبة في كل تصرفات
المسؤولين , حتى في مخاطبة الناس , لذلك أوصى عمربن الخطا ب رضي
الله تعالى عنه , قاضيه بأ ن يعدل بين الناس حتى في الإقبال عليهم بوجهه..
ومن أوجب الواجبات أن يكون المشرف على شيء أمينا ’ فلا يغل , ولا يبذ ر,
لقول الله تعالى :" {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا،
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ". والغلول
محرم حتى على الأنبياء , لقول الله تعالى :" وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ
يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ , أَفَمَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ ومَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ".
وحاشا أن يغل نبي , فهذه تبرئة للنبي عليه السلام فقط . وبهذه التربية
الدينية يتكون المسلم , ليدخل ميدان السياسة محافظا على مجتمعه ,
وواجباته الأخلاقية والروحية , فلا يغش , لا يسرق , ولا يظلم , ولا ينافق ,
ولا يحطم اقتصاد بلاده , ولا يهدم وطنه بدعوى تغييرالمنكر, لأن المنكرلا يغير
بمنكرأكبرمنه , لهذا وضع السادة العلماء شروطا لتغيير المنكر, منها العلم ,
لئلا يكون تغييره للمنكرمؤد يا الى فسا د...فالتربية الدينية تنشرالأمن , والعدل ,
والرفه , والرفق , والمساواة , وكل ما يبني الوطن والمجتمع ....
أما من يريد أن يسوس الناس, معتمدا على تربية ذوي المصالح الخاصة ,
فإنه يتكون في مد رسة النفاق , والقسوة , والاستغلال , والأنانية , ومعارضة
شرع الله تعالى , والوقوف في وجه تطبيق حدوده ... ومن المدارس التي
يتكون فيها هذا النوع , المعتمد على القوانين الوضعية : مد رسة : الغاية تبرر
الوسيلة , وهي تعلم النا س ألا يبالوا كيف يصلون الى مصالحهم , فعليهم
أن يصلواولوعلى رؤوس البشر, أوبقطعها وتشريد أصحابها , أوتدمير دورهم ...
وهناك مدرسة صاحب كتا ب " الأمير" , وهي مدرسة تخرج الحكام
المنافقين بامتياز..فلا عليهم في نظرها أن يظهروا للناس بوجه الصلاح
ويخفوا الوجه الحقيقي , ولا عليهم أن يعطوا الوعود الكاذبة ...
وهناك المدرسة النفعية , وهي شبيهة بالمدرسة الأولى , فالمتخرج منها
لا يهمه إلا أن يحصل على منفعة , فإذا حصلت فهي مطلوبه . لهذا نرى
اليوم خريجي هذه المدارس , يدمرون , ويعيثون في الأرض فسادا ,
والناس يبكون , والأيتام يتزايدون , والمشردون من المحجبات والثكالى
تعج بهم المخيمات إن وجدت , دون أن يلتفت إليهم مسؤول عن الفتنة ,
أو يرق قلبه لطفل بات في البرد والعراء ...ولا يهمه أن تغتصب طفلة ,
أو سيدة...فقط يريدون التغيير, كمن يحرق بيتا ليد اويه من الجراثيم ...
ولقد تزوج في القديم مغن بنائحة , وهي التي كانت تكترى للنوح على الميت ,
فسمعها يوما تقول : اللهم وسع أرزاقنا . فقال : يا هذه إنما الدنيا فرح
وحزن , فإذا مات أحد نادوك , وإن أقيم فرح نادوني . فهي لا تبالي بأحزان
الناس , لايهمها إلا سعة الرزق...
هذه فقط بعض النماذج التي تعلم الناس كيف ينسون الواجب الإنساني ,
عندما يريدون الوصول الى الرئاسة والأغراض الخاصة , من خريجي
المدارس النفعية .
ومن نماذج المد رسة الدينية عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه ,
فهويجوب الشوارع بالليل , يبحث عن ذي الحاجة , ويتفقد أمن البلد ,
لأن البنية التحتية هي وجه الحكومة , فإزالة الفقر , والتشرد , والحمقى ,
من الشوارع , وإنقاذ المحاصرين من طرف المحاربين , والمغتصبين ,
واجب الحاكم الديني , لهذا فعمرلا ينام حتى يطمئن عن الرعية , ولقد
رصد أثناء تجواله حتى الحاجة الجنسية , إ ذ سمع القائلة تنشد :
...لولا الحياء لاهتزمن هذا السريرجوانبه...
فسأل :كم تصبر المرأة على زوجها ؟ فقيل له أربعة أشهر . فأمرالجند
ألا يغيبوا أكثرمن أربعة أشهر...وحارب المصلحة الخاصة عندما كادت
تعصف بالأمة , فأسرع رضي الله تعالى عنه , الى مبايعة أبي بكر
متناسيا حقوقه , ومتغلبا على أنانيته , ومفضلا للمصلحة العامة فقال له :
ابسط يدك أبايعك . فبسط يده فبايعه وتبعه الناس , فقطع الطريق عن
ذوي الأطماع الخاصة , الذين كادوا يشعلون حربا بين المسلمين..وكان
هذا كذلك موقف ابن عم "يوسف بن تاشفين" , رحمهما الله تعالى ,
عندما رأى من ابن عمه أنه يريد محاربته ليحل محله , فأقره على
ملك المغرب ورجع للجهاد في جنوب البلاد ...فإذا اجتمع المسؤول
الديني الصالح , وتطبيق شرع الله تعالى , ساد الأمن والاستقرار ,
وزال الفقر, وغابت المحسوبية , ولم يبق أثرللزنا , وقطع الطريق ,
والعري , وتبادل القبل والعتاق بين الممثلين والممثلات , ولم تجاهر
الواحدة بأنها مساحقة , ولم يجترئ أحد على المثلية , لأن تطبق الحد
أنفع زاجر..ولقد نجد الرجم ’ والجلد في القرآن والإنجيل , والتورات .
ونجد فيها طلب إخراج الزكاة , وإقامة شرع الله تعالى , وتحريم التعامل
بالربا....
عبداللطيف سراج الدين
 
انظم ليابلادي على فايسبوك