القائمة

أخبار

اللاعب المحلي واللاعب المحترف: مسار المنتخب المغربي في أرقام

كلما أخفق المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم –كما كان الحال في المباراة الأولى في الكان أمام المنتخب الكونغولي-، تتعالى الأصوات المطالبة بالاعتماد على اللاعبين المحليين بدل اللاعبين المحترفين الذين ازداد أغلبهم في بلدان المهجر، فهل فعلا يستطيع اللاعبون المحليون أن يقدموا لبلدهم أكثر مما قدمه اللاعبون المحترفون؟

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

قال مدرب المنتخب المغربي هيرفي رونار في تصريح لوسائل الإعلام قبل مباراة المنتخب المغربي الأولى في كأس لإفريقيا للأمم التي تحتضنها الغابون "لا أفهم جيدا جيدا الذين يطالبونني بتحقيق نتائج جيدة، رغم أن المنتخب المغربي لم يحقق نتائج كبيرة منذ سنوات".

تصريح رونار وإن لم يجانب الصواب، غير أنه يمكن القول إنه لم يكن موفقا، نظرا إلى أنه يرتبط بعقد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يحصل بموجبه على مقابل مالي محترم، طبعا لكي يقود كتيبة الأسود إلى استراجع مجدها الغابر، وليس لإيجاد تبريرات للفشل والإخفاق.

تصريح رونار طبعا لم يجانب الصواب، فالمنتخب المغربي منذ 14 سنة وهو عاجز عن تخطي الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا، وظل يعيش على أمجاد الماضي، خصوصا حين بلغ المباراة النهائية من كأس الأمم الإفريقية التي احتضنتها تونس سنة 2004، وكذا المستوى الجيد الذي ظهر به في نهائيات كأس العالم بفرنسا سنة 1998، والإنجاز الذي حققه في مونديال المكسيك سنة 1986، حين تمكن من تخطي عتبة الدور الأول.

طبعا رونار اعتمد في انتقاده لمن يطالبونه بقيادة المنتخب المغربي إلى أدوار متقدمة من الكان، على تاريخ المنتخب المغربي الذي لم ينل اللقب الإفريقي سوى مرة واحدة سنة 1976.

ومع كل إخفاق لأسود الأطلس تتعالى الأصوات المطالبة بالاعتماد على اللاعبين المحليين، لكن الأرقام والإحصائيات، تشير إلى أن اللاعب المحلي أيضا يقف عاجزا أمام تحقيق ما فشل فيه اللاعب المحترف، فخلال أربع دورات من كأس إفريقيا للاعبين المحليين، لم يشارك المنتخب المغربي المحلي سوى في دورتين، تأهل في إحداها إلى الدور الثاني، فيما خرج في الأخرى من الباب الضيق بعد إقصائه من الدور الأول.

في تشكيلة المنتخب المغربي المتواجدة حاليا في الغابون، فضل رونار الاعتماد على لاعب محلي واحد، هو أمين العطوشي لاعب فريق الوداد البيضاوي، وخلال السنة الماضية، لم يشارك أي لاعب من البطولة في أي مباراة رسمية للمنتخب المغربي.

وبالعودة سنوات إلى الوراء، وبالضبط إلى آخر إنجاز للمنتخب المغربي، فقد اعتمد بادو الزاكي أثناء قيادته للمنتخب المغربي في كأس الأمم الإفريقية سنة 2004 بتونس، على ستة لاعبين فقط من البطولة الوطنية، ولكن لم يتم إقحام أي منهم خلال المباراة النهائية ضد المنتخب التونسي التي أنهاها المنتخب المغربي منهزما بهدفين مقابل هدف واحد.

وهناك من تجاوز سقف مطالبه الاعتماد على اللاعبين المحليين، إلى المطالبة بالاعتماد على مدرب محلي، غير أن الأرقام والإحصائيات تظهر أن المنتخب المغربي تألق على مر تاريخه أكثر رفقة الإطار الأجنبي، فمنذ سنة 1957 وحتى سنة 2017 تعاقب على تدريب المنتخب المغربي 42 مدربا، من بينهم 22 مغربيا فشل جلهم في قيادة أسود الأطلس نحو التألق.

فحين حصل المنتخب المغربي على أول لقب إفريقي سنة 1976، كان الروماني جورج مرداريسكو، هو الذي يشرف على كتيبة الأسود، فيما كان المدرب البرازيلي خوسيه فاريا هو الذي قاد الأسود للتأهل للمرة الأولى في تاريخهم للدور الثاني من منافسات كأس العالم سنة 1968، وبصم المنتخب المغربي على مسار مشرف في مونديال سنة 1998 في فرنسا رفقة المدرب الفرنسي هونري ميشال، واستطاع هذا الأخير قيادة الأسود لتحقيق أفضل ترتيب لهم على صعيد المنتخبات العالمية (1996-2000)، حيث ظل آنذاك المنتخب المغربي يتربع على عرش منختبات القارة السمراء لسنوات. فيما كان الإنجاز الوحيد رفقة المدرب المحلي هو التأهل لنهاية كأس إفريقيا سنة 2004، رفقة الإطار الوطني بادو الزاكي.

عموما فإن جنسية المدرب، أو نوعية اللاعب هل يمارس في البطولة المحلية أم في الخارج، لم تكن يوما عاملا أساسيا في النتائج التي يحققها المنتخب المغربي، وعلى العكس من ذلك يجب خلق الظروف الملائمة لتحقيق نتائج إيجابية، من قبل منح المدرب فترة زمنية كافية للإشراف على الكتيبة الوطنية، فمنذ سنة 2005، تعاقب على تدريب المنتخب المغربي 11 مدربا، وهو ما يجعل بناء مجموعة متناسقة وقوية ومنسجمة في وقت قصير أمرا صعبا للغاية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال