القائمة

أخبار

روسيا تحتج رسميا على تصريحات بنكيران التي اتهمها فيها بتدمير سوريا

تسبب رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران في توتر دبلوماسي بين الرباط وموسكو، بعدما اتهم في تصريحات صحافية، روسيا بتدمير سوريا، وأن ما تقوم به في حلب أمر غير مفهوم ويدمي القلب.

نشر
الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
مدة القراءة: 3'

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، مساء اليوم الإثنين سفير موسكو في الرباط، فاليري فوروبييف، بطلب من هذا الأخير، حيث عبر عن "انشغال موسكو على إثر تصريحات إعلامية منسوبة لمسؤول حكومي مغربي كبير يتهم فيها روسيا بأنها مسؤولة عن تدمير سورية".

وكان بنكيران قد قال في تصريحات خص بها وكالة "قدس بريس" اللندنية قيل أيام "أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري في جرائم في سورية، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم. وأنا لم أعد أطيق رؤية الأخبار المتصلة بسورية ولا النوم حتى لفظاعة الصور التي أشاهدها. وأفتقد القدرة على وصف ما أشاهده من جرائم".

وحث بنكيران خلال ذات التصريح روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سورية لا بأن تكون طرفا فيها، وقال: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". وتساءل: "لماذا تدمر روسيا سورية بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها".

وحاول مزوار احتواء الغضب الروسي حيث عبر بحسب بلاغ لوزارة الخارجية المغربية عن "التزام المملكة المغربية بالحفاظ على العلاقات القوية مع فيدرالية روسيا والتي تعززت بالإعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين، المبرم بمناسبة الزيارة الملكية لموسكو في مارس الماضي".

وذكر مزوار "بالموقف الواضح للمغرب حيال الأزمة السورية والذي يرتكز بالأساس على أربعة عناصر، تتمثل في الالتزام من أجل حل سياسي يضمن استقرار سورية ويحافظ على وحدتها الوطنية والترابية، والانشغال بالمآسي الإنسانية الخطيرة التي خلفتها الأزمة السورية".

 وأكد مزوار للسفير الروسي أن "موقف المغرب على القناعة بأن حل الأزمة السورية يتطلب انخراطا قويا للمجتمع الدولي، لاسيما القوى القادرة على التحرك الميداني والتأثير على مجريات الأحداث".

وأوضح مزوار أن المغرب يحترم "دور وعمل فيدرالية روسيا بخصوص هذا الملف، كما هو الشأن بالنسبة لقضايا دولية أخرى"، وأشار المسؤول المغربي إلى أن "المملكة المغربية، باعتبارها دولة مسؤولة وذات مصداقية على الساحة الدولية، تحدد مواقفها الدبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياستها الخارجية".

وأوضح مزوار للسفير الروسي أن "اتخاذ هذه المواقف الرسمية يأتي عقب تقييم عميق ومسلسل من التفاعل والتثبت بانخراط عدد من الفاعلين والمؤسسات. ولا يمكن لهذه المواقف، بالنظر لتعقدها وخطورتها، أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية". وأضاف

 أن الملك "يبقى الضامن لثبات واستمرارية المواقف الدبلوماسية للمملكة المغربية ولاحترام التزاماتها الدولية".

يذكر أن السياسة الخارجية للمغرب تبقى مجالا محفوظا للملك، فمنذ تعيين بنكيران على رأس الحكومة المغربية في 3 يناير 2012، ظل غائبا عن المجال الدبلوماسي، حيث اقتصرت أغلب رحلاته الخارجية على الحضور في المؤتمرات أو القمم مثلا للملك محمد السادس.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال