القائمة

أخبار

جولة الملك الإفريقية "تحرج" الدبلوماسية الزامبية

سيواصل الملك محمد السادس جولته الإفريقية، بزيارة كل من زامبيا ونيجيريا، أوائل شهر دجنبر المقبل، بعدما سبق له أن زار كلا من إثيوبيا ومدغشقر، وإضافة إلى الجانب الاقتصادي تكتسي هذه الزيارة طابعا سياسيا، نظرا لرغبة المغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، خصوصا وأن زامبيا ونيجيريا يعدان من الدول التي تعترف بـ"جمهورية" البوليساريو.

نشر
استقبال الرئيس الزامبي لـ"سفير" البوليساريو بالقصر الرئاسي بلوساكا
مدة القراءة: 3'

بعد زيارته إلى كل من إثيوبيا ومدغشقر، يواصل الملك محمد السادس جولته الإفريقية، من خلال زيارة كل من زامبيا ونيجيريا، أوائل الشهر المقبل. وتعد هاتان الدولتان من بين الدول الإفريقية التي تعترف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وخلقت الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس موجة من الجدل في زامبيا.

إحراج دبلوماسي

قال موقع "لوساكا تايم" الزامبي نهار اليوم الجمعة، إن حفاظ زامبيا على علاقاتها مع المغرب من جهة وجبهة البوليساريو من جبهة ثانية، على وشط أن يتسبب في "إحراج دبلوماسي كبير"، للمسؤولين الزامبيين.

تاريخيا، اعترفت زامبيا بـ"بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في 12 أكتوبر سنة 1979، وذالك في عهد أول رئيس لزامبيا كينيث كاوندا الذي حكم البلاد خلال الفترة بين 1964 و 1991، والذي يعد أول رئيس إفريقي زار مخيمات تندوف، وبقيت زامبيا منذ ذلك الوقت وتعترف بـ"جمهورية" البوليساريو إلى حدود سنة 2011، حيث قررت سحب اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو غير أن هذا القرار بقي غامضا.

ففي شهر فبراير من السنة الجارية، استقبل الرئيس الزامبي أدجار شاغوا لونغو، إبراهيم السالم بوسيف بمقر الرئاسة بالعاصمة لوساكا، حيث سلمه أوراق اعتماده كـ"سفير للجمهورية الصحراوية" لدى زامبيا، وقال الرئيس الزامبي خلال اللقاء إن موقف بلاده من قضية الصحراء يتطابق مع "موقف الاتحاد الإفريقي الداعي إلى تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية".

وعادت زامبيا في شهر يوليوز الماضي لتعلن سحب اعترافها بـ"جمهورية" البوليساريو، وذلك على لسان وزير خارجيتها  هاري كالابا الذي قال أثناء زيارته إلى الرباط إن بلاده "قررت سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة وقطع علاقاتها الديبلوماسية مع هذا الكيان الوهمي".

غير أنه وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على هذا القرار عادت زامبيا للعب على الحبلين، من خلال استقبال "وزير خارجية" البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، من قبل الرئيس إدغار شاغوا لونغو، الذي أعلن بعد ذلك أن "زامبيا ترغب في الحفاظ على علاقاتها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمملكة المغربية بما يشجع طرفي النزاع على الحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حل نهائي للقضية الصحراوية".

نيجيريا..أبرز قلاع البوليساريو في إفريقيا

وبعد زامبيا سيتوجه الملك محمد السادس إلى نيجيريا، التي تعد من بين أكبر داعمي جبهة البوليساريو في القارة السمراء، حيث عمد الرئيس النيجيري موحمادو بوهاري، بعد ساعات قليلة من تنصيبه خلال شهر ماي من السنة الماضية، إلى استقبال 'الوزير الأول" في جبهة البوليساريو عبد القادر عمار، وتعهد له باستمرار وقوف نيجيريا إلى جانب "الدولة الصحراوية".

وكان الملك محمد السادس قد اجرى لقاء مع الرئيس النيجيري على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 22 الذي احتضنته مدينة مراكش، كما سبق لكل من ناصر بوريطة الوزير المنتدب في وزارة الخارجية، وياسين المنصوري  مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات أن قاما خلال منتصف شهر يوليوز الماضي بزيارة لنيجيريا، وتناولا مع الرئيس النيجيري إمكانية إقامة مشروع تثبيت وحدة لإنتاج الكيماويات للمكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما بشر بتقارب في العلاقات بين البلدين.

وجدير بالذكر أن هذه الزيارة الملكية تأتي في أعقاب تعيين الملك محمد السادس لسفراء جدد، عدد منهم في دول إفريقية لم يكن بها نشاط ديبلوماسي قوي للمملكة، كما تأتي كذالك بعد تقديم المغرب لطلب رسمي قصد العودة إلى الاتحاد الإفريقي، الذي انسحب منه سنة 1984 احتجاجًا على قبول عضوية "دولة" البوليساريو التي لا تعترف بها الأمم المتحدة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال