القائمة

أخبار

سفير الجزائر في جنيف يفشل في نسف ندوة نظمتها جمعية مغربية ويعترف بترحيل بلاده لآلاف المغاربة سنة 1975

عاشت السفارة الجزائرية في سويسرا يوم الأربعاء الماضي، حالة من الاستنفار، وذلك على خلفية تنظيم "جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر" ندوة بمقر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، بمدينة جنيف السويسرية، حيث حاول السفير الجزائري والوفد المرافق له إفشال الندوة.

نشر
مجلس حقوق الانسان لتابع للأمم المتحدة
مدة القراءة: 3'

نظمت "جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر" يوم الأربعاء الماضي ندوة بالقاعة 27 بمقر الأمم المتحدة بجنيف حول الاختفاء القسري والتهجير الجماعي، وهو ما لم يرق لسفير الجزائر لدى الأمم المتحدة بجنيف، بوجمعة ديلمي، الذي حضر إلى القاعة من أجل إفشال الندوة.

وكشف محمد الهرواشي رئيس "جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر" في تصريح لموقع يابلادي أن "السفير الجزائري لم يحضر وحيدا بل كان مرفوقا بطاقم سفارته وعدد من رجال المخابرات الجزائرية، وبعض عناصر جبهة البوليساريو" مضيفا أن "هدفهم كان هو التشويش على الندوة بغية إفشالها".

وضمت الندوة بحسب ما أفاد به الهرواشي خبراء دوليين في القانون الدولي، وبعض الضحايا، وأيضا ممثل الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي التابع لمجلس حقوق الإنسان، علما أن سبق للجمعية أن قدمت ملفات لأشخاص كانوا معتقلين من قبل السلطات الجزائرية لم يكشف عن مصيرهم لحد الآن.

وأوضح المتحدث ذاته أن نوعية الحضور وموضوع الندوة التي سيرها محامي سويسري يدعى باتريك ديني هو "ما دفع السفير الجزائري شخصيا للتدخل من أجل إفشالها، رغم أن السفير عادة لا يتدخل في مثل هذه المسائل، لأن مثل هذه الندوات تهم المجتمع المدني".

وقال الهرواشي إنه عندما كانت الجمعية تعمل على وضع المطبوعات والدعوات في الأماكن المخصصة لذلك، "كنا نتفاجأ باختفائها بعد وقت وجيز، وهو ما دفعنا في اليوم الذي سبق تاريخ انعقاد الندوة لتسليم المطبوعات بشكل يدوي للمنظمات والمهتمين بالموضوع".

وأثناء بداية أشغال الندوة شرع أحد عناصر المخابرات الجزائرية في توزيع مطبوعات على الحاضرين، تتهم المغرب بمصادرة أراض كانت في ملكية جزائريين سنة 1973 بموجب قانون مغربة الأراضي، وبأن المغرب يصدر المخدرات للجزائر. وأضاف الهرواشي أن السفير الجزائري تدخل دون أن يحصل على إذن بذلك واتهم المحامي السويسري الذي كان يتولى التسيير بالانحياز للمغرب، وهو ما جعله يرد عليه بالقول "أنا لست مغربيا أنا محامي سويسري في هيئة جنيف، إما أن تلتزم الصمت أو سأقوم بطردك من القاعة".

وفي نهاية الندوة منح المحامي السويسري الكلمة للسفير الجزائري للرد حيث قال "إن ما دار في الندوة يأتي في إطار الصراع بين الجزائر والمغرب، وأن الجيش المغربي هاجم في سنة 1975 الجيش الجزائري في منطقة أمغالا..".

وأضاف السفير الجزائري أن بلاده طردت المغاربة "لأنهم كانوا يشكلون الطابور الخامس في الجزائر ولأنهم كانوا يوالون المغرب" وهو ما اعتبره رئيس جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر "اعترفا ولأول مرة بالترحيل وبالجريمة التي اقترفتها الجزائر".

وأكد الهرواشي أن الندوة كانت "ناجحة جدا وتمكنا من هزم السفير الجزائري، وحضوره إلى مكان تنظيم الندوة دليل على أن ملف الترحيل بات يزعج السلطات الجزائرية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال