القائمة

أخبار

تنديد عربي بنشر "شارلي إبدو" رسما مسيئا للرسول محمد [ص] ودعوات لاحتجاجات الجمعة

ندد مسؤولون ومؤسسات ومنظمات دينية عربية بنشر مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، اليوم الأربعاء، رسما كاريكاتوريا يصور النبي محمد خاتم المرسلين، داعين إلى مظاهرات احتجاجية الجمعة المقبلة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وهذا هو العدد الأول للمجلة الساخرة بعد هجوم دموي على مقرها في العاصمة الفرنسية، يوم الأربعاء الماضي، قتل فيه صحفيون، وتلاه هجمات في مواقع أخرى بباريس، على مدار ثلاثة أيام، ليسقط إجمالا 12 قتيلا، بينهم رجال شرطة، وذلك احتجاجا من جانب ثلاثة مسلمين (لقوا حتفهم) مشتبه بهم على تكرار نشر تلك المجلة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (غير حكومي)، يوسف القرضاوي، المجتمع الدولي إلى سن قانون دولي يجرّم الإساءة للمقدسات الدينية.

وفي تغريدات له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، كتب القرضاوي: "ندعو قادة الدول الكبرى في العالم إلى دعم تشريع قانون يجرّم الإساءة للمقدسات الدينية والدفع نحو هذا الاتجاه الإنساني النبيل".

وتابع: "إذا كانت القوانين تمنع الإساءة إلى الأفراد، فالأولى أن تمنع الإساءة إلى الأمم الكبيرة، كالأمة الإسلامية التي تعدادها مليار و750 مليونا من البشر، وإذا كان المُشرِّع الفرنسي استطاع أن يجرم معاداة السامية، فهو قادر على أن يشرع قانون حماية المقدسات الدينية".

ودعا القرضاوي "المسلمين إلى إنكار الرسوم (الكاريكاتورية)، بكل الوسائل السلمية والقانونية المشروعة". وأضاف: "ليس من المعقول أن تتخذ قيم الحرية الفكرية تكأة للاعتداء على المقدسات".

ما قامت بها المجلة الفرنسية، اليوم، اعتبره المفتي العام للقدس، خطيب المسجد الأقصى المبارك، محمد حسين، "دلالة واضحة على التحدي المتعمد لمشاعر المسلمين والاستهتار بها".

ومضى قائلا إن "الحرية والديمقراطية تتناقضان مع انتهاك حقوق الآخرين والاعتداء على مقدساتهم".

وفي قطاع غزة، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نشر المجلة رسما كاريكاتوريا للنبي "استفزاز واضح لمشاعر كل المسلمين في العالم"، و"إصرار على ترسيخ ثقافة الكراهية ضد المسلمين وتحريض متعمد على العنف ضدهم".

وفي الأردن، حذر حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، من استغلال الهجمات التي تعرض لها مقر مجلة "شارلي إبدو" للبدء في ما أسماها "حملة صليبية ضد المنطقة".

ودعا الحزب، في بيان، ناشري المجلة إلى "تقديم اعتذار عن الإساءة المقصودة للرسول".

فيما دعا نشطاء في المملكة إلى مسيرة بعد غد الجمعة، بعنوان "انتصاراً للرسول"، تتجه إلى مقر السفارة الفرنسية في العاصمة عمان للتنديد بالرسم الكاريكاتوري.

وفي مصر، تصدر هاشتاغ "ضد الإساءة للرسول" أعلى المشاركات على موقع "تويتر"، وطالب مشاركون فيه بمقاطعة البضائع الفرنسية.

كما انتشر هاشتاغ بعنوان "أحبك يا رسول الله" بين العديد من نشطاء الدول العربية.

وفي الجزائر دعا حزب "جبهة الصحوة الحرة" (سلفي قيد التأسيس) إلى مسيرة احتجاجية الجمعة المقبلة.

وقال رئيس الحزب، عبد الفتاح حمداش زراوي، لوكالة الاناضول: "سننظم مسيرة الجمعة القادمة بالعاصمة نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وردا على هذه الإساءات المتكررة لنبينا الكريم من قبل هذه الصحيفة".

وهو ما دعت إليه أيضا هيئة علماء المسلمين في السودان، حيث قال رئيسها، محمد عثمان صالح، لوكالة الأناضول، إنه على المسلمين في كل أنحاء العالم تنظيم تظاهرات حاشدة الجمعة المقبلة لمناصرة رسولهم الكريم.

ومضى صالح قائلا إن "خطأ الشباب الذين هاجموا الصحيفة، وأرادوا أن يأخذوا حقهم بأيديهم، لا يبرر سكوت المسلمين على هذه الإساءات".

فيما اعتبر المفكر الموريتاني محمد المختار ولد أباه أن "عودة الصحيفة الفرنسية الساخرة للاستهزاء بالرسول يشكل إهانة سافرة لزعماء الدول الإسلامية الذين شاركوا في هذه المظاهرة"، في إشارة إلى مسيرة حاشدة منندة شهدتها باريس الأحد الماضي.

وقال شريف كواشي، أحد الشقيقين المشتبه بمهاجمتهما "شارلي إيبدو"، في اتصال مع قناة فرنسية قبل لحظات من مقتله، مساء الجمعة الماضي، إن تنظيم القاعدة في اليمن أرسله من أجل الانتقام للنبي.

وفي لندن نشر أكثر من 50 عالم مسلم رسالة مفتوحة على الصفحة الرئيسية للمجلس الإسلامي البريطاني على الإنترنت، دعوا فيها المسلمين إلى التحلي بالصبر والاعتدال في التعامل مع الرسم الكاريكاتوري الجديد الذي تصور به الصحيفة النبي محمد.

وقال العلماء في رسالتهم إن "المسلمين يؤمنون بحق التعبير، والرسومات الكاريكاتورية ستجرح وتؤذي مشاعر الكثير من المسلمين بشكل لا يمكن تجنبه، بيد أن ردة فعلنا يجب أن تعكس شخصية الرسول محمد، التي تتسم بالرأفة واللطف"، معتبرين أن "الصبر اللا محدود الذي اتسم به صلى الله عليه وسلم، والتسامح واللطف والرحمة هو الرد الأنسب في هذا الوقت".

وفي سبتمبر 2012، أثارت "شارلي إبدو" جدلاً واسعاً عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد، وهو ما أثار حينها موجة احتجاجات في دول عربية.

وفي أكتوبر الماضي، عادت المجلة الساخرة إلى الإساءة للنبي محمد خاتم المرسلين تحت عنوان: ماذا لو عاد محمد، حيث أفردت صورة غلافها الرئيسي لمن قالت إنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتوريا راكعا على ركبتيه، فزعا من تهديد مسلح يفترض انتماؤه لتنظيم "داعش".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال