القائمة

أخبار

سيدي إيفني تستغيث من تحت مخلفات الفيضانات

جفت مياه السيول التي أغرقت مناطق واسعة في مدينة سيدي إفني وضواحيها قبل أسبوعين، وبدأت الحياة الطبيعية تعود إلى المدينة الهادئة التي يلقبها أهل الجنوب المغربي بـ"وردة الجنوب".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

لكن، لا تزال آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات جراء الأمطار الغزيرة بادية للعيان، حيث لحقت أضرار فادحة بالطرق والقناطر الرابطة بين المدينة وأطرافها، بحسب جولة لمراسل وكالة الأناضول.

فبشكل كبير، تضررت قنوات الصرف الصحي وشبكة توزيع الماء الصالح للشرب، مما ضاعف من معاناة السكان نتيجة انقطاع الماء، كما جرفت الفيضانات بعض أعمدة الإنارة الكهربائية، وبعضها لا يزال مرميا في شوارع المدينة.

كذلك دمرت السيول جزءا مهما من الطرق الرئيسية الرابطة بين مدينة سيدي إفني ومدينة كلميم على طول 50 كلم، حتى أن الوصول إلى سيدي إفني صار يتطلب المرور بمسالك جبلية وعرة على مسافة 85 كلم.

وفي آخر حصيلة لها قبل أيام، قالت السلطات المغربية إن عدد ضحايا الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق الجنوب المغربي بلغ 47 شخصا لقوا مصرعهم بأن جرفتهم السيول، خاصة في منطقة كلميم.

وبينما يسير على قدميه لأكثر من 5 ساعات للتسوق وشراء حاجيات أسرته، قال أحمد الباعمراني، وهو أحد سكان مدينة سيدي إفني، في حديث مع وكالة الأناضول، إن "السكان يعيشون ظروفا قاسية بعد تدهور شبكة الطرق".

وحذر الباعمراني من أن "النساء الحوامل والمرضى في خطر كبير بسبب صعوبة وصول وسائل النقل إلى القرى المعزولة".

وفي حي "ديور جامع"، الذي تضرر كثيرا جراء الفيضان، اختارت خمسة أسر متضررة الاحتجاج على ما يعتبرونه "مماطلة" في تقديم الدعم وتعويض المتضررين، حيث اعتصمت في خيام بجانب بيوتهم التي غمرتها السيول وجرفت بعض ممتلكاتهم وتركتهم في العراء بلا مأوى.

وقالت إحسان اليكوتي، إحدى المتضررات، للأناضول، إن "هذه الأسر لم تتلق حتى الآن أي مساعدة حقيقية باستثناء كمية قليلة من السكر والزيت وأغطية وكيس من الدقيق".

ومن خيمته، خرج رشيد المحجوب، وهو رب أسرة، ليتفقد بعض ما تبقى من أغراضه وأثات بيته.

وحكى المحجوب للأناضول اللحظات الصعبة التي عاشها هو وأسرته الصغيرة عندما باغتهم الفيضان، وقال إنهم لجأوا سريعا إلى جيرانهم في الأحياء المجاورة تاركين خلفهم كل ما يملكون.

وحمل المحجوب المسؤولية للسلطات المحلية، مطالبا إياها بـ"الإسراع بإيصال المساعدات للمتضررين الذين يستحقونها وتعويضهم جراء الأضرار التي لحقت ببيوتهم".

ولم يسلم شاطئ سيدي إفني، المقصد المفضل للسياح، من قوة السيول، حيث غيرت معالمه، فاختفت رماله تحت أطنان من الأوحال ومخلفات فيضانات الأودية، فيما صمد أحد أبراج الحراسة في الشاطئ أمام السيول التي صبت في الشاطئ.

وداعين إلى تحرك سريع وقوي من السلطات المغربية، أعرب سكان محليون تحدثوا إلى الأناضول عن دهشتهم من عدم إعلان السلطات إقليم سيدي إفني "منطقة منكوبة"، كما حدث أواخر الشهر الماضي مع إقليم كلميم المجاور له، والذي شهد كارثة مماثلة، وذلك رغم حجم الكارثة والأضرار الكبيرة التي لحقت بسيدي إفني جراء السيول التي لم تشهد لها مثيلا منذ عقود.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال