القائمة

أخبار

نساء مغربيات صنعن تاريخ المغرب

ما حقيقة الدور الذي لعبته المرأة المغربية في صنع تاريخ المغرب؟ وهل إقتصر دورها فقط على أن تكون تحت إمرة الرجل أم كان لها دور كبير في الريادة وتسيير البلاد؟ هل أنصف التاريخ والمؤرخين الدور الذي لعبته المرأة المغربية كأمثال كنزة الأوروبية وزينب النفزاوية وفاطمة الفهرية والسيدة الحرة، في تسيير شؤون البلاد والعباد؟.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

كنزة الأوربية:

هي إبنة  زعيم  قبيلة أوربة الأمازيعية إسحاق بن عبد الحميد الأوروبي، وزوجة المولى إدريس بن عبد الله بن الحسن، بن علي بن أبي طالب ، الذي اغتيل وهي حامل بابنها الأول إدريس الثاني، كان لها دور كبير في إرساء قواعد دولة الأدراسة ، الذي تجلت خلال  تدبيرها لإنتقال  الحكم إلى إبنها إدريس الثاني مؤسس مدينة فاس، وهو لا يزال في الحادية عشر من العمر، حيث حرصت على تربيته وتعليمه كيف يحرص على حقه الشرعي في عرش والده، كما  ساهمت في إرساء اللامركزية والجهوية حيث أمرت حفيدها محمد إبن إدريس الثاني بتقسيم أعمال المغرب بين إخوته. وبهذا أثرت كنزة بشكل كبير في سياسة المغرب.


زينب النفزاوية:

هي إبنة إسحاق النفزاوي الذي كان يشتغل تاجرا من تجار القيروان، قال عليها إبن خلدون إنها "إحدى نساء العام المشهورات بالجمال والرئاسة"، تزوحت و انتلقت إلى أغمات، وطلقت عدة مرات حتى لقبت بزوجة الملوك،  فتزوجها يوسف إبن تاشفين سنة 454 هجرية، وهو مؤسس مدينة مراكش، فكان لها دور كبير في إرساء الدولة المرابطة حيث قال عليها الإستسقا  إنها "كانت عنوان سعده، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياسته لأكثر بلاد المغرب"، فيما قال عنها إبن الأثير إنها "كانت من أحسن النساء ولها الحكم في بلاد زوجها إبن تاشفين".


فاطمة الفهرية:

هي إبنة محمد  بن عبد الله الفهري، كان رجل ذا مال وثروة طائلة، لم يكن له أولاد سوى بنتين هما فاطمة ومريم، فحينما توفى ورثته إبنتهاه، فقرت أن تخلد إسم والدها بخير ما درج عليه المسلمون باتخاد المساجد سلما للمجد، وذلك بإعادة بناء مسجد القرويين الذي ورثته عن أبيها، ومع أول أيام البناء أصرت على بدأ الصيام ونذرت أنها لن تفطر يوما حتى ينتهي العمل فيه، وعند إنتهاء البناء صلت فاطمة داخله صلاة شكر لله كان ذلك  أول رمضان سنة 245 هجرية، ومنذ ذلك الوقت وجامع القرويين له دور كبير في في نشر العلم والمعرفة.


السيدة الحرة:

هي إبنة الأمير علي ابن موسى بن راشد، تميزت بذكاء وتحصيل ثقافي كبير انعكس على  تصرفاتها وتكوين شخصيتها التي ساعدتها في حكم مدينة تطوان، وذلك راجع للتعليم الذي تلقته من طرف أشهر العلماء ورجال الدين في عصرها. عندما بلغت السيدة الحرة الثامنة عشر زوجت إلى قائد مدينة تطوان، وذلك سنة 1510 ميلادية، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هذا الزواج كان بمثابة تحالف متين بين قيادة شفشاون وقيادة تطوان من أجل تقوية جبهة الدفاع ضد البرتغاليين المحتلين لثغور شمال المغرب. وبزاوجها تمكنت من تولي أمور الحكم  والتدبير رفقة زوجها، الشيء الذي مكنها من إكتساب تجربة كبيرة جعلتها تحكم  بكل حكمة وذكاء بمقاليد الحكم، وهذا ما أورده كتاب تاريخ تطوان، حيث قال  إنه إذا وقع بينها وبين حكام مدينة سبتة خلاف أدى إلى قطع المواصلات بين سبتة وفاس.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال