القائمة

أخبار

"إمي نفري" المغربية .. مهد للديناصورات والأساطير

تبدو من أعلى قنطرة.. ومن الأسفل مغارة.. إنها "إمي نفري" عبارة أمازيغية تقابلها في اللغة العربية "فم المغارة"، والتي تعد مزارا سياحيا فريدا، لا مثيل له في المغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

يقع هذا المزار على بعد ستة كيلومترات فقط من مدينة دمنات، الشهيرة بأسوارها التاريخية، والتي تبعد بدورها عن مراكش، عاصمة السياحة في المغرب، بحوالي 100 كيلومتر.

"إمي نفري" عبارة عن مغارة كبيرة ينفذ منها واد صغير يسمى "تيسليت" (العروس) ليشكلا قنطرة طبيعية نحتها جريان مياه وسط المغارة على مدار آلاف السنين.

الحديث إلى ساكنة المنطقة، حسب مراسلة الأناضول، يقودك إلى حكايات وأساطير، من قبيل أن وحشا له سبعة رؤوس، كان يتخذ المغارة مسكنا له، وعلى رأس كل سنة يضطر أهل البلدة لتقديم فتاة جميلة قربانا له، وفي إحدى المرات، تدخل أحد الفرسان لحماية الفتاة التي جاء دورها، ونازل الوحش إلى أن قتله.

وتشتهر المنطقة بوجود آثار للديناصورات، مما يفيد أن "إمي نفري" وضواحيها كانت موطنا لهذه الحيوانات الضخمة قبل انقراضها منذ آلاف السنين، بحسب الأبحاث العلمية التي أنجزها العديد من علماء الآثار.

إلى وقت قريب، كان هذا الموقع السياحي يراهن على السائح الداخلي أكثر من الأجنبي، غير أن شق طريق من مراكش إلى مدينة ورززات (جنوب وسط المغرب)، إحدى أهم المدن السياحية في البلاد، أنعش السياحة الأجنبية في هذه المنطقة، قبل أن تتراجع أيضا بفعل تضرر الطريق الجديد جراء فيضانات وضعف الصيانة، وفق ما عاينته مراسلة الأناضول.

"هذه منطقة أخاذة.. رائعة جدا.. هدوء وجمال طبيعي"، هكذا وصف جاك لوروا، سائح قادم من مدينة بوردو الفرنسية، في تصريحات للأناضول، غير أن السائح نفسه أماط اللثام عن أكبر مشكل تعاني منه السياحة الجبلية في المنطقة، ولا سيما "إمي نفري" بالنظر إلى أن شلالات "أوزود" المجاورة استطاعت أن تتجاوزه نسبيا، إنه ضعف الدعاية.

وأضاف السائح الفرنسي: "أنا أزور المغرب للمرة الثانية، لكني لم أعلم من قبل بوجود موقع طبيعي بهذا الجمال في هذه المنطقة الجبلية".

يمكن للسياح أيضا أن يقفوا خلال زياراتهم على قصص وأساطير نسجها أهالي المنطقة عن "إمي نفري" ومياه العيون التي تنبع منها، ومن هذه الأساطير، التي أبدى سياح إعجابا بها، في تصريحات لمراسلة الأناضول، واحدة تفيد بأن إحدى العيون كانت في الأصل ضريحا لولي صالح يدعى "سيدي ناصر أو مهاصر".

تقول الأسطورة إنه غير معلوم إن كان من الجن أم من الإنس، لكنه يسود يقين بين الأهالي بأن السباحة في هذه العين/ الضريح من شأنها أن تزيل "النحس" عن الفتيات، وتيسر زواجهن.

وقد كان لهذه الأسطورة أثر السحر في رفع الإقبال على هذه المنطقة، وعلى هذه العين تحديدا، ليس من المسلمين فقط، بل من اليهود أيضا الذين كانوا يعيشون بالآلاف في مدينة دمنات، قبل أن يقرروا الهجرة إلى فلسطين المحتلة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث لم يتبق منهم حاليا سوى عجوز تتشبث بالحياة حتى الموت في مسقط رأسها.

كما تهدي هذه المنطقة سياحها فرصة فريدة من نوعها للتعرف على أنواع عديدة من الطيور، ويبدي السياح، مغاربة وأجانب، اندهاشا كبيرا عند رؤية الطيور قابعة في أعشاشها أو عائدة لتوها من رحلة صيد لإطعام صغارها، حيث تقوم هذه الطيور بهذه العملية وكأنها لوحدها في المغارة، وهو ما يفسره أهالي المنطقة باعتياد هذه الكائنات على حركة الزيارات.

يقول أحمد قابو، عضو جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض للأناضول إن "الصواعد والنوازل (أشكال تضاريسية داخل المغارة) التي تشكل تحفة فنية وتاريخية، ومسكنا لأنواع كثيرة من الطيور، تحتاج لمنافذ للمياه، لتبقى صلبة وقوية"، منبها إلى أن "قطرات المياه التي تتسرب عبر القنطرة من ساقية تصب بدوار (قرية) آيت امغار المتاخم لـ"إمي نفري" هي التي تضمن بقاء القنطرة بكل مكوناتها".

كما يعاني الموقع السياحي الفريد من غياب مخططات لتطويره وتنميته، فضلا عن تسويقه كوجهة سياحية جبلية.

وفي هذا السياق، أكد قابو أن "التدخلات البشرية الخاطئة واستمرار مرور وسائل نقل بوتيرة كبيرة فوق القنطرة الطبيعية عوامل يلزم التفكير فيها، ومحاولة معالجتها حفاظا على موقع طبيعي مميز".

من جهته، قال محمد الصوفي، عضو المركز البيئي لـ"إمي نفري"، للأناضول "بناء مقاهٍ فوق القنطرة مباشرة يشكل ثقلا عليها، ويؤدي إلى منع تسرب الماء إلى داخل المغارة، وهو ما من شأنه أن يتسبب في بروز تشققات في القنطرة تكون بداية لانهيارها مستقبلا".

وشدد الصوفي على أن "التدخل البشري في الموقع غالبا ما يكون خاطئا وغير مبني على أسس علمية، تراعي طبيعة الموقع ومميزاته، من قبيل زراعة أشجار غير محلية، ولا تنسجم مع الخصوصيات البيئية للمنطقة".

وفي هذا الإطار، يبذل المركز البيئي لـ"إمي نفري" جهودا لفرض احترام المعايير العلمية والبيئية خلال التدخل للقيام بأعمال أو إصلاحات في هذا الموقع السياحي، خاصة ما يتعلق بشق مسالك لتمكين السياح من الوصول إلى عمق المغارة.

إمينفري
الكاتب : bouzid khalid
التاريخ : في 22 أكتوبر 2014 على 17h35
هنيئا لهذه المنطقة لما وصلت اليه من إنجازات رغم مجموعة من التحديات التي يواجهها شباب هذه المنطقة مع أحد المسؤولين، لولا إهمال هؤلاء المسؤولين لأصبحت منطقة إمي نفري أحسن بكثير مما أصبحت عليه شلالات أوزود، لكم لسوء الحظ كل الميزانيات التي خصصت للبنية التحتية لهذه المنطقة، وقعت بين أيد غير آمنة، حيث يستثمرونها في مصالحهم الخاصة، وشكرا جزيلا لجريدة يا بلادي.
خالد المواطن الصالح، من ساكنة إمينفري.
إمينفري منطقة ساحرة بجمالها وهدوئها، نتمنى لكل من قرأ هذا المقال الذهاب لزيارة هذا الجمال الساحر بالمغرب، الامر لا يتطلب سوى 4 ساعات من الدارالبيضاء و 60 درهم تذكرة سفر لمدينة دمنات، ومن مدينة دمنات الى المنطقة 10 دقائق و 3 دراهم ثمن التذكرة.
تزكية المنطقة
الكاتب : bouzid khalid
التاريخ : في 22 أكتوبر 2014 على 17h20
أنا من ساكنة إمي نفري " المغارة العجيبة والمليئة بالاساطير" أولا وقبل كل شيئ أتقدم بالشكر الجزيل للاستاذ أحمد قابو الذي يدرس حاليا مادة الاجتماعيات بثانوية دمنات التأهيلية، لانه من الشخصيات المهمة بالمطقة لكونه ما فتئ يحاول التشهير بهذه المنطقة الجبلية الساحرة المنسية من أدهان الإعلام المغربي، لكن ولله الحمد وبعد ظهور بعض الشباب المثقف بالمنطقة أصبحت منطقة إمي نفري تأخد مسارا جيدا، حيث بفظل هذا الشباب وبإسراره للتشهير بهذه المنطقة أقيمت مجموعة من الاصلاحات بهذه المنطقة، وبنيت مجموعة من الفنادق العصرية، فندق أيت أمغار - فندق سعيد الزعزاع- فندق مولاي حفيظ - فندق احدى الاجنبيات لا أتذكر إسمها... جل هذه الفنادق أحدثت خلال السنوات الاخيرة، هذه بعض البنيات التحتية بالمنطقة، ناهيك عن مجموعة من المؤهلات الاخري خصوصا في المجال الفلاحي، إضافة الى الهواء الطبيعي اانقي والهادئ، كل هذه المؤهلات موجودة بالرغم من أنف أحد المسؤولين الذي لا يريد للمنطقة أن تصل الى هذه الانجازات، نتمنى في الانتخابات القادمة انشاء الله أن يسقط هذا المسؤول الذي استثمر 90% من ميزانية الجماعة القروية لهذه المنطقة في مصالحه الشخصية ، لكي تصبح هذه المنطقة من أبرز المناطق السياحية في المغرب، وشكرا جزيلا لجريدة يا بلادي لنشرها هذا المقال، خالد المواطن الصالح، للمزيد من الاستفسارات المرجو التواصل معي من خلال [email protected]