القائمة

أخبار

مهرجان "جاز شالة" بالمغرب.. لقاء بين روافد موسيقية عالمية في مدينة أثرية قديمة

على وقع ألحان نغمات موسيقية من روافد ثقافية مختلفة انطلقت، أمس الأربعاء، الدورة التاسعة عشر لمهرجان" الجاز"، الذي تحتضن فعالياته مدينة" شالة الأثرية"، القريبة من العاصمة المغربية، الرباط، بمشاركة فرق من 18 دولة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وخلال فعاليات المهرجان التي ستمتد إلى الأحد المقبل ستقدم الفرق المشاركة من مختلف أنحاء العالم عروضًا موسيقية في أمسيات فنية تعبّر عن "حوار ثقافي حضاري" بين التراث الغنائي المتوسطي ونظيره الأفريقي والأمريكي مع إحياء للفلكلور الشعبي المغربي، بحسب القائمين على المهرجان.

وافتتحت الدورة الحالية للمهرجان فرقة "دو يونكينس دريست" الهولندية، التي تعد إحدى أصغر الجوقات في العالم، بعرض موسيقي أداه أعضاؤها الثلاثة، عزفوا خلالها على آلات الساكسوفون والطرومبون، ألحان موسيقى الجاز مُستوحاة من التقاليد الموسيقية الأفريقية وموسيقى أمريكا اللاتنية والتراث البلقاني.

وفي محاولة لتجسيد أحد أشكال الحوار الموسيقي بين مكونات ثفافية مختلفة، أدى خلال حفل الافتتاح كل من الموسيقي المغربي، مجيد بقاس، مصحوبًا بآلة الكنبري (آلة تستعمل في الموسيقى الأفريقية)، والعازف البلجيكي، مانويل هيرميا، مرفوقًا بآلة بانسوري (آلة وترية في الموسيقى الهندية)، إلى جانب الفرنسي، خالد الكوهن، عازفًا على الدف والطبلة، وصلات موسيقية جمعت بين الموسيقى العربية وموسيقى كناوة (موسيقى الزنوج الأفارقة الذين قدموا للمغرب) والجاز إلى جانب صنوف موسيقية أخرى.

فيما أبدع أربعة عازفين آخرين مقطوعات موسيقية تجمع بين ألحان كناوة، وبين موسيقى الجاز الأفريقية الأمريكية الأصول، في عرض استعاد ذاكرة الشتات الأفريقي ومعاناة الرق والظلم، والتي أرختها هذه الشعوب عبر الموسيقى في سجل التراث العالمي.

وفي كلمة له خلال افتتاح المهرجان، قال روبريت دجوي، سفير الاتحاد الأوروبي في المغرب (الجهة المنظمة للمهرجان)، إن هذا الحدث الفني الذي يقام للسنة التاسعة عشرة بالمغرب، ويحتفي بموسيقى الجاز، يهدف إلى "جمع الناس دون اكتراث بالحدود الجغرافية".

وأضاف دجوي :" المهرجان يشكل فرصة للقاء بين الأرووبيين والمغاربة في حوار ثقافي حضاري وتعزيز قيم التسامح، وإفساح المجال لفنانين موهوبين من جنوب وشمال المُتوسطي".

ويحظى المهرجان بإقبال جماهيري واسع، محلي وأجنبي، حيث يمنح الطابع التاريخي لموقع "شالة الأثري" وإيقاعات موسيقى الجاز "الحزينة" لأجواء المهرجان "نفسًا ملهمًا"، على حد تعبير بعض رواده.

وبحسب منظمي المهرجان، ستقدم بعض فرق الجاز المعروفة عالميًا عروضًا موسيقية "لا يستثنى منها مزج روافد موسيقية أخرى، تلتقي مع موسيقى الجاز في التعبير عن معاناة الإنسان وآماله في التحرر، وتجسد معاني الجمال والمحبة المشتركة بين كل التجارب الإنسانية وإن اختلفت ثقافاتها، كموسيقى كناوة الأفريقية، والتراث البلقاني الشرقي، وأخرى متوسطية".

ومن الفرق المشاركة بالمهرجان فرقة "فرونيزيس" (الدنمارك والسويد والمملكة المتحدة) والتي تعد إحدى أشهر مجموعات الجاز الأروبية، ومجموعة "تولوليبري" (إيطاليا، المملكة المتحدة)، التي تؤدي قطعا من موسيقى الجاز مصحوبة بأسلوب البلوز (نوع موسيقى صوتي)، بالإضافة إلى الخماسي "أفونسو بايس/ ريتا ماريا" (إسبانيا، البرتغال) الذي يقرن بين التراث الشعبي الإيبيري وموسيقى الجاز، بالإضافة إلى فرق أخرى تزاوج بين ألوان موسيقية مختلفة وموسيقى الجاز العالمية.

وأقيمت أول دورة لمهرجان الجاز بالمغرب عام 1996، حيث كان يقام بفضاء "قصبة الوداية" (قلعة عسكرية تاريخية) بالعاصمة المغربية الرباط، والذي كان حيًا أقام فيه المورسكيون من أبناء الأندلس الذين فروا إلى المغرب بعد سقوط الخلافة الإسلامية في إسبانيا.

وتقام الدورة الحالية للمهرجان بين أسوار مدينة "شالة الأثرية"، قرب العاصمة المغربية الرباط، ويقترن اسم المهرجان بهذه المدينة باعتبارها الحاضنة التاريخية لعدد من الحضارات والثقافات التي تعاقبت على السواحل الأطلسية منذ القرون الأولى للميلاد.

ويقول منظمو المهرجان إنهم اختاروا إقامة هذه العروض الفنية بهذه المعالم التاريخية للتذكير بـ"البعد الكوني والإنسانية للموسيقى والثقافة" و"رسالتها الحضارية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال