القائمة

أخبار

محمد السادس: الأزمة في العراق وسوريا تشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة والعالم

اعتبر العاهل المغربي الملك محمد السادس الأزمة التي تعيشها كل من سوريا والعراق، تشكل "تهديدا لأمن واستقرار المنطقة والعالم".

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وخلال خطاب متلفز ألقاه اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلائه كرسي الحكم في المغرب، قال إن الأزمة في العراق وسوريا تجاوزت البعد الإقليمي والجهوي (المحلي)، لترتبط بـ "مستنقع خصب لقوى التطرف والإرهاب الأكثر عنفا وتطرفا أضحى يُشكل تهديدا لأمن واستقرار بلدان المنطقة والعالم".

وأضاف أن الأزمة في هذين البلدين تعد تجسيدا لما وصفه بـ"الوضع الخطير الذي يجتازه العالم العربي" ولـ"سياسات الاقصائية والصراعات المذهبية والطائفية" التي تُغذي هذا الوضع، وتُفاقم المعاناة الإنسانية للمدنين في العراق وسوريا

ودعا إلى إقامة منظومة عربية تحقق الاندماج الاقتصادي والوحدة السياسية بين بلدان المنطقة وتمكنها من الدفاع "عن القضايا العربية المصيرية"، مجددا في هذا السياق تنويهه بمستوى التعاون والشراكة بين المغرب ودول المجلس التعاون الخليجي.

كما جدد العاهل المغربي في ذات الخطاب الذي تابعته مراسلة الأناضول إدانته لـ"العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، معربا عن دعم بلاده لـ"كل المبادرات الدولية البناءة" لتحقيق سلام دائم وعادل على أساس حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية).

وكانت السلطات المغربية أفادت قبل أيام قليلة بأن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديها، تفيد بوجود "تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة يرتبط خصوصاً بتزايد أعداد المغاربة المنتمين للتنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق".

كما قال وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، في تصريحات أمام البرلمان المغربي، خلال الشهر الجاري، إن "أكثر من 1122 مغربياً يقاتلون في سوريا والعراق، وأن هذا العدد يرتفع إلى ما بين 1500 و2000 مغربي باستحضار المغاربة الذين التحقوا بالمنطقة انطلاقاً من أوروبا".

في سياق آخر، اعتبر العاهل المغربي خلال خطابه، اليوم، أن النموذج الذي قدمته بلاده في تدبير الشأن الديني و"القائم على تحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل وحماية المساجد من أي استغلال" لاقى "اهتماما وتقديرا على الصعيد العالمي".

وأكد العاهل المغربي استعداد بلاده لوضع تجربتها في مجال تأهيل الحقل الديني، رهن إشارة "الدول الشقيقة" كما هو الشأن في مجال تأهيل المغرب لعشرات الأئمة الدينيين على أراضيها.

وأطلق المغرب، خلال الشهر الجاري، خطة لإصلاح الحقل الديني تقوم على ضمان التوعية الدينية المطلوبة للمواطنين، وتحصين المساجد من الاستغلال.

وأشار الديوان الملكي المغربي، في بيان نشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، في وقت سابق، أن "هذه الخطة تهدف لتحصين المساجد من أي استغلال، والرفع من مستوى التأهيل لخدمة قيم الدين، ومن ضمنها قيم المواطنة، وذلك في إطار مبادئ المذهب المالكي (نسبة إلى الإمام مالك بن أنس 711 - 795م) الذي ارتضاه المغاربة نهجا لهم".

وفي ذات السياق، حذر العاهل المغربي من أن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء "تشكل تهديدا أمنيا للأمن الإقليمي والدولي"، وأن هذه "التنظيمات الإرهابية" تجد فيما قال أنها "عصابات الانفصال والاتجار في البشر والسلاح والمخدرات" حليفا لها.

وجدد رغبة بلادة مواصلة التعاون مع الدول الأفريقية في مجالات التنمية والتعاون الاقتصادي واستثمار الثروات، معتبرا أن الزيارات التي قادته مؤخرا إلى عدد من دول القارة تقدم نموذجا متميزا للشراكة جنوب-جنوب.

وأكد أن العلاقات المميزة التي تجمع المغرب بشركائه الإفريقيين "لن تكون على حساب" علاقاته بشركائه الدوليين، وأنه يطمح لتوسيع أفاق الشراكة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب.

ويعمل المغرب على تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي في أفريقيا، منذ انسحابه من منظمة الاتحاد الأفريقي سنة 1984، حيث تقدر الاستثمارات المغربية بدول أفريقيا بأكثر من 400 مليون دولار.

وكان المغرب انسحب من منظمة الاتحاد الأفريقي، احتجاجا على قبول الأخيرة عضوية ما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في إشارة إلى إقليم الصحراء التي تطالب جبهة البوليساريو بانفصاله عن المغرب.

وقام العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال شهري فبراير / شباط ومارس / آذار الماضيين بجولة أفريقية شملت كل من: غينيا، ومالي وساح العاج والغابون إلى جانب حضوره في شهر سبتمبر لماضي، تنصيب الرئيس المالي الحالي إبراهيم بو بكر كيتا، بعد دعمه للحملة العسكرية الفرنسية بمالي ضد الجماعات المسلحة المقاتلة، فيما قادته زيارة سابقة السنة الماضية إلى كل من السنغال وغينيا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال