القائمة

مختصرات

جدل في النمسا حول عزم تنظيم إسلامي إنشاء مدرسة لتخريج أئمة

أثار إعلان الاتحاد الإسلامي (غير حكومي)، بالنمسا مؤخرا عزمه تأسيس مدرسة خاصة لتخريج الأئمة، جدلاً من قبل الأحزاب السياسية والمؤسسات الإسلامية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

وبحسب مسؤولين بالاتحاد (الذي أسسه مجموعة من الأتراك في النمسا) سيتم التدريس في المدرسة الجديدة باللغة التركية، فيما تعد اللغة الألمانية هى اللغة الرسمية بالبلاد.

حزب الأحرار اليميني، المعروف بمواقفه المعادية للأجانب والمسلمين، رفض الفكرة بشكل مطلق وطالب وزارة التعليم والثقافة بعدم الترخيص للمدرسة.

وقال كريستيان هانز شتراخه، رئيس الحزب، في تصريحات لصحيفة "أوسترايش" النمساوية، اليوم الجمعة، إن الاتحاد الإسلامي تيار يضم القوميين الأتراك، وسيتم تدريس الألمانية كلغة أجنبية، فضلاً عن أنها ستكون مؤسسة لتوزيع الشهادات على الطلاب فقط، مطالباً بمنعها بأي ثمن.

حزب الخضر المعارض من جانبه رفض الفكرة أيضاً، داعيا إلى تدريب الأئمة داخل النمسا، باللغة الألمانية وليس بلغة أجنبية، وأن يتم بإحدى المدارس العليا (الجامعات) النمساوية، حسب تصريحات المتحدث باسم الحزب عاليف كورون.

المتحدثة باسم الهيئة الإسلامية الرسمية المسؤولة عن شؤون المسلمين في البلاد، آمنة بغجاتي، قالت لوكالة الأناضول، "يجب المساواة والعدل وعدم الازدواجية في التعامل."

وتساءلت بغجاتي: لماذا ترفض بعض التيارات التصريح لمدرسة إسلامية لتخريج أئمة يخدمون المسلمين في المساجد والسجون والجيش وغيرها؟ ولماذا لا يساوون بين المدرسة الإسلامية وبين مدرسة الليسيه الفرنسية بفيينا؟.

لكن المتحدثة باسم وزارة التعليم والثقافة، جبريلا هاينش، قالت لصحيفة "أوسترايش"، النمساوية إن "الاتحاد الإسلامي لم يتقدم بطلب التصريح حتى الآن"، موضحة أن هناك طريقتان للتصريح للمدرسة أولها الاعتراف الرسمي المباشر كمدرسة خاصة (اعتراف الحق العام)، منوهاً ان الوازرة هي المخولة بمنح هذا التصريح.

وقالت هاينش إن الهيئة تمنح المدرسة في هذه الحالة اعترافاً بكونها مدرسة ذات صفة عقائدية.

وأضافت أن الطريقة الثانية تتمثل في الاعتراف بها كمدرسة أجنبية بناء على اتفاق بين النمسا والدولة الأجنبية التي تريد إنشاء المدرسة.

وحسب الإعلام النمساوي، فإن وزارة الخارجية والاندماج ووزارة التعليم والثقافة سيدرسان المشروع جيداً قبل البت في طلب الاتحاد الإسلامي بالترخيص للمدرسة.

ويوجد في العاصمة فيينا المدرسة الليبية والمدرسة السعودية، وهما مدرستان تم إنشائهما وفقا لاتفاقات خاصة بين الحكومات، ويدرسان المناهج باللغة العربية وتعتمدان الألمانية كلغة أجنبية، حسب مراسل الأناضول.

لكن وحسب مراقبين يبدو أن مشكلة المدرسة المزمع إنشائها يتمثل في مخاوف من تخريج أئمة من مدرسة إسلامية لا يضع في الحسبان طبيعة الحياة في الغرب.

عمر الراوي العضو المسلم في برلمان فيينا عن حزب الشعب الاشتراكي الحاكم، يعتقد بعدم وجود مشكلة في التصريح لمدرسة خاصة تخرج الأئمة.

وقال الراوي للأناضول: آن الآوان لأن يكون هناك أئمة يدرسون بمدارس في النمسا ويتعلمون أصول الدين.

وأعرب عن تأييده لفكرة الدراسة الأكاديمية للإسلام بالجامعات التي تنادي بها بعض الأحزاب النمساوية.

مبادرة مسلمي النمسا (تجمع غير حكومي للمسلمين) اعتبرت أن أكبر تحدي يواجه الأقليات المسلمة في أوروبا عامة والنمسا شكل خاص هو موضوع أئمة المساجد الذين يتم استدعائهم من بلدانهم الأصلية.

وقال رئيس المبادرة، طرفة بغجاتي، للأناضول، إن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر، مشيراً أن الإمام يكون غالباً ملماً بالأمور الشرعية، لكنه ليس لديه أي دراية بأوضاع المجتمع وعاداته وتقاليده ولغته واولوياته ومشاكل شبابه.

وأضاف أن هناك هوة كبيرة تزداد يوماً بعد يوم بين شباب المسلمين من الجيل الثاني والثالث وبين أئمتهم وخطبائهم.

وقال: نرحب من حيث المبدأ بأي جهد يتم من خلاله سد هذه الهوة بين الأئمة والوعاظ وبين مسلمي أوربا وخاصة الشباب منهم.

وأكد بغجاتي على أهمية إقامة مدارس متخصصة لتخريج الأئمة في أوربا وتدريس العلوم الإسلامية في الجامعات الأوربية وإقامة برامج مشاركة بين أوربا و العالم الإسلامي في هذا المجال لتلافي النقص وتسريع الحل.

واختتم أن هناك ثلاث عناصر هامة لنجاح هذه المشروعات أهمها استقلالية المشروع سياسياً وحزبياً وحركياً، فضلاً عن تأهيل قيادة العمل علمياً وثقافياً وشرعياً واجتماعياً، بالإضافة إلى اتباع الاتجاه الوسطي المعتدل والبعيد عن التطرف والغلو والتعصب في المناهج التعليمية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال