القائمة

الرأي

التحليل الاجتماعي يتزحلق على حافة التسفيه عبر برنامج مباشرة معكم

 

غياب الانسجام والكفاءة لدى الضيوف :
تابعت ليلة البارحة الحلقة في برنامج مباشرة معكم ،الذي أريد له أن يناقش أزمة القيم وانحدار الحس المدني " "بضيوف  غابت عنهم خاصية الكفاءة اللازمة و الانسجام الذي من شأنه إنتاج نقاش بناء حول "ظاهرة جد هامة " في مجتمع يتلمس طريقه نحو ثقافة التمدن ,
 
لقد تمت استضافة أستاذ الفلسفة و المثقف محمد "نور الدين أفاية " و الباحث في الطب النفسي الدكتور عمر "بطاس " و القاضية عائشة الناصري،و  الكوميدي مصطفى الزعري والمغنية حياة الإدريسي.

غياب الانسجام والكفاءة لدى الضيوف :

تابعت ليلة البارحة الحلقة في برنامج مباشرة معكم ،الذي أريد له أن يناقش أزمة القيم وانحدار الحس المدني " "بضيوف  غابت عنهم خاصية الكفاءة اللازمة و الانسجام الذي من شأنه إنتاج نقاش بناء حول "ظاهرة جد هامة " في مجتمع يتلمس طريقه نحو ثقافة التمدن ,
 
لقد تمت استضافة أستاذ الفلسفة و المثقف محمد "نور الدين أفاية " و الباحث في الطب النفسي الدكتور عمر "بطاس " و القاضية عائشة الناصري،و  الكوميدي مصطفى الزعري والمغنية حياة الإدريسي.

 

نشر
DR
مدة القراءة: 6'
   
  
تزحلق مفاهيمي على حافة العبث :
 
وحتى وإن حاول كل من الباحثين الأولين إعطاء إطار نظري يرقى بالنقاش لمستوى مقبول
فإن إقحام فنانين في غير اختصاصهم جر الحلقة حول أزمة أخرى من نوع جديد ,
ألا وهي أزمة السياسة  الإعلامية في هذا البلد غير السعيد التي تحرص بشكل حثيث على "تسفيه الثقافة والفكر " وجرها عنوة لمستنقع العبث والابتذال ,
 "
وبهذا وجدنا النقاش حول "انحدار القيم المدنية يصب في قالب عنصري
صاغه العقل "المبدع "لهذين الكائنين , الذين تطلق عليهم صفة الفن ,
حيث فسرت الإدريسي اختلالات القيم بالهجرة القروية موجهة التهمة للوافدين عليها من المجال القروي الذين يأتون بعاداتهم التي تراها المغنية غير راقية ،وتطالب بالتالي تحرير الأرصفة  والطرقات من الباعة المتجولين كي تتمكن هي من  "المغربية الراقية من المرور وكي لا تضطر لاستعمال طائرات ,,,,,
وعليه يجب طرد الأقل تمغريبيت وتحرير المجال منهم , وبعد أن نبه الدكتور  بطاس إلى المنزلق الخطير تداركت الأمر بأقحام  استعراض زياراتها للسجون وتعاونها مع الجمعيات مستعملة مصطلح التهميش بمكر من يسوق لذاته
أما زميلها الزعري فلقد كان أكثر طرافة  وعجائبية ، حيث نبه لما سيخلفه المهاجرون الأفارقة وخصوصا النساء منهم اللواتي يحملن أطفالا في المستقبل من مشاكل على المدينة ,
ويمعن في تحليله العجيب منددا بكون المصريين يملأون الملاهي الليلية مكان المغاربة
وهذا بالتأكيد "ضد القيم النبيلة كما يراها هو " ويطالب تشغيل المغنيين المغاربة  مكانهم بل يطالب بإغلاق الحدود نهائيا في انتظار الإصلاح 
بهذه الوصفات العجائبية سنقضي على الاختلالات في مدننا ونفرض الاحترام والقيم والأخلاق , 
المس بالمصالح الاستراتيجية للمغرب :
 
نعم ،الفنانان  يطرحان قيمة "العنصرية "في مواجهة  "انحدار القيم " و بهذا يخدمان المصالح الاستراتيجية للمغرب ويساهمان كمجتمع مدني في خدمة الأوراش الكبرى التي فتحها "جلالة الملك"  كما حرصا على تبيان ذلك أكثر من مرة بجانب التسويق لمهنتهم ولذواتهم عبر البرنامج ,
أما القاضية المحترمة فهي ترى بدورها أن هنا ك إفراط في الاحتجاج وجرعة أكثر من اللازم في الديموقراطية وتطالب بإنقاصها وعلى الفور لأن المغاربة "أصابتهم تخمة الديموقراطية والانفتاح ,,,,,
 
وضمن هذه الكوكبة من الوافدين الجدد على حقل التحليل المجتمعي لم يجد الباحثان الأكاديميان من طريقة لتشغيل ترسانتهم المعرفية والمفاهيمية إلا عبر   تزحلق عجيب على حافة العبث التي نصبها لهما برنامج مباشرة معكم في شكل مثير للشفقة
على الوضع الاعتباري للفكر والمعرفة والثقافة في  هذا البلد العجيب والإصرار المريب على تقديمهم في صور كاريكاتورية عبر الإعلام الرسمي وحتى شبه الرسمي ,
 
لقد ذكرني ذلك بمواجهة مفكر راقي مثل العروي مع "عيوش" لكن فضيحة البارحة كانت كارثة بكل المقاييس .
وتستلزم وقفة حقيقية من المثقفين عموما والمحللين الاجتماعيين والنفسيين بشكل خاص حماية لتخصصهم من التسفيه والابتذال وكذا من دافعي الضرائب على هذا الاستعمال الفج
لأموالهم في نقاشات مثيرة للكآبة والإحباط هذا إذا لم أقل بأن ما مرر عبر هذه الحلقة لا يخدم بتاتا صورة المغرب ومصالحه الاستراتيجية  حول موضوع الهجرة والمهاجرين وأيضا حول صورة الثقافة والمثقف المغربي ,
كفىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى عبثا ,
 
 
 
عائشة التاج , باحثة في علم الاجتماع والتنمية الاجتماعية ,
 

تزحلق مفاهيمي على حافة العبث :
 
وحتى وإن حاول كل من الباحثين الأولين إعطاء إطار نظري يرقى بالنقاش لمستوى مقبول
فإن إقحام فنانين في غير اختصاصهم جر الحلقة حول أزمة أخرى من نوع جديد ,
ألا وهي أزمة السياسة  الإعلامية في هذا البلد غير السعيد التي تحرص بشكل حثيث على "تسفيه الثقافة والفكر " وجرها عنوة لمستنقع العبث والابتذال , "
وبهذا وجدنا النقاش حول "انحدار القيم المدنية يصب في قالب عنصري
صاغه العقل "المبدع "لهذين الكائنين , الذين تطلق عليهم صفة الفن ,
حيث فسرت الإدريسي اختلالات القيم بالهجرة القروية موجهة التهمة للوافدين عليها من المجال القروي الذين يأتون بعاداتهم التي تراها المغنية غير راقية ،وتطالب بالتالي تحرير الأرصفة  والطرقات من الباعة المتجولين كي تتمكن هي من  "المغربية الراقية من المرور وكي لا تضطر لاستعمال طائرات ,,,,,
وعليه يجب طرد الأقل تمغريبيت وتحرير المجال منهم , وبعد أن نبه الدكتور  بطاس إلى المنزلق الخطير تداركت الأمر بأقحام  استعراض زياراتها للسجون وتعاونها مع الجمعيات مستعملة مصطلح التهميش بمكر من يسوق لذاته
أما زميلها الزعري فلقد كان أكثر طرافة  وعجائبية ، حيث نبه لما سيخلفه المهاجرون الأفارقة وخصوصا النساء منهم اللواتي يحملن أطفالا في المستقبل من مشاكل على المدينة ,
ويمعن في تحليله العجيب منددا بكون المصريين يملأون الملاهي الليلية مكان المغاربة
وهذا بالتأكيد "ضد القيم النبيلة كما يراها هو " ويطالب تشغيل المغنيين المغاربة  مكانهم بل يطالب بإغلاق الحدود نهائيا في انتظار الإصلاح 


بهذه الوصفات العجائبية سنقضي على الاختلالات في مدننا ونفرض الاحترام والقيم والأخلاق , 

المس بالمصالح الاستراتيجية للمغرب :
 
نعم ،الفنانان  يطرحان قيمة "العنصرية "في مواجهة  "انحدار القيم " و بهذا يخدمان المصالح الاستراتيجية للمغرب ويساهمان كمجتمع مدني في خدمة الأوراش الكبرى التي فتحها "جلالة الملك"  كما حرصا على تبيان ذلك أكثر من مرة بجانب التسويق لمهنتهم ولذواتهم عبر البرنامج ,
أما القاضية المحترمة فهي ترى بدورها أن هنا ك إفراط في الاحتجاج وجرعة أكثر من اللازم في الديموقراطية وتطالب بإنقاصها وعلى الفور لأن المغاربة "أصابتهم تخمة الديموقراطية والانفتاح ,,,,,
 
وضمن هذه الكوكبة من الوافدين الجدد على حقل التحليل المجتمعي لم يجد الباحثان الأكاديميان من طريقة لتشغيل ترسانتهم المعرفية والمفاهيمية إلا عبر   تزحلق عجيب على حافة العبث التي نصبها لهما برنامج مباشرة معكم في شكل مثير للشفقة
على الوضع الاعتباري للفكر والمعرفة والثقافة في  هذا البلد العجيب والإصرار المريب على تقديمهم في صور كاريكاتورية عبر الإعلام الرسمي وحتى شبه الرسمي ,
 
لقد ذكرني ذلك بمواجهة مفكر راقي مثل العروي مع "عيوش" لكن فضيحة البارحة كانت كارثة بكل المقاييس .
وتستلزم وقفة حقيقية من المثقفين عموما والمحللين الاجتماعيين والنفسيين بشكل خاص حماية لتخصصهم من التسفيه والابتذال وكذا من دافعي الضرائب على هذا الاستعمال الفج
لأموالهم في نقاشات مثيرة للكآبة والإحباط هذا إذا لم أقل بأن ما مرر عبر هذه الحلقة لا يخدم بتاتا صورة المغرب ومصالحه الاستراتيجية  حول موضوع الهجرة والمهاجرين وأيضا حول صورة الثقافة والمثقف المغربي ,
كفىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى عبثا ,
 

 

منبر

عائشة التاج
أستاذة وباحثة
كاتبة وباحثة اجتماعية
كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال